الأربعاء، 18 مارس 2009

عم ابراهيم وجاد اليهودى


البداية . . في مكان ما في فرنسا قبل ما يقارب الخمسين عاماً كان هناك شيخ -‏بمعنى كبير السن- ‏تركي عمره خمسون عاماً اسمه إبراهيم ويعمل في محل لبيع الأغذية . ..‏هذا المحل يقع في عمارة تسكن في أحد شققها عائلة يهودية، ولهذه العائلة اليهودية إبن اسمه (جاد)، له من العمر سبعة أعوام .. اليهودي جاد . .
اعتاد الطفل جاد ‏أن يأتي لمحل العم إبراهيم يومياً لشراء احتياجات المنزل، وكان في كل مرة وعند خروجه يستغفل العم إبراهيم ويسرق قطعة شوكولاته ...‏في يوم ما، نسي جاد ‏أن يسرق قطعة شوكولاتة عند خروجه فنادى عليه العم إبراهيم وأخبره بأنه نسي أن يأخذ قطعة الشوكولاتة التي يأخذها يومياً ! ‏أصيب جاد ‏بالرعب لأنه كان يظن بأن العم إبراهيم لا يعلم عن سرقته شيئاً وأخذ يناشد العم بأن يسامحه وأخذ يعده بأن لا يسرق قطعة شوكولاته مرة أخرى .....
‏فقال له العم إبراهيم :' ‏لا ، تعدني بأن لا تسرق أي شيء في حياتك ، وكل يوم وعند خروجك خذ قطعة الشوكولاتة فهي لك' ... ‏فوافق جاد ‏بفرح .......‏مرت السنوات وأصبح العم إبراهيم بمثابة الأب والصديق والأم لـجاد، ذلك الولد اليهودي .....
كان جاد ‏إذا تضايق من أمر أو واجه مشكلة يأتي للعم إبراهيم ويعرض له المشكة وعندما ينتهي يُخرج العم إبراهيم كتاب من درج في المحل ويعطيه جاد ‏ويطلب منه أن يفتح صفحة عشوائية من هذا الكتاب وبعد أن يفتح جاد ‏الصفحة يقوم العم إبراهيم بقراءة الصفحتين التي تظهر وبعد ذلك يُغلق الكتاب ويحل المشكلة ويخرج جاد ‏وقد انزاح همه وهدأ باله وحُلّت مشكلته ..
مرت السنوات وهذا هو حال جاد ‏مع العم إبراهيم، التركي المسلم كبير السن غير المتعلم !‏وبعد سبعة عشر عاماً أصبح جاد ‏شاباً في الرابعة والعشرين من عمره وأصبح العم إبراهيم في السابعة والستين من عمره .......‏

توفي العم إبراهيم وقبل وفاته ترك صندوقاً لأبنائه ووضع بداخله الكتاب الذي كان جاد ‏يراه كلما زاره في المحل ووصى أبناءه بأن يعطوه جاد ‏بعد وفاته كهدية منه لـ جاد ‏، الشاب اليهودي ! ‏علم جاد ‏بوفاة العم إبراهيم عندما قام أبناء العم إبراهيم بإيصال الصندوق له وحزن حزناً شديداً وهام على وجهه حيث كان العم إبراهيم هو الأنيس له والمجير له من لهيب المشاكل .. !
ومرت الأيام . . في يوم ما حصلت مشكلة لـ جاد ‏فتذكر العم إبراهيم ومعه تذكر الصندوق الذي تركه له، فعاد للصندوق وفتحه وإذا به يجد الكتاب الذي كان يفتحه في كل مرة يزور العم في محله !‏فتح جاد ‏صفحة في الكتاب ولكن الكتاب مكتوب باللغة العربية وهو لا يعرفها ، فذهب لزميل تونسي له وطلب منه أن يقرأ صفحتين من هذا الكتاب ، فقرأها ! ‏وبعد أن شرح جاد ‏مشكلته لزميله التونسي أوجد هذا التونسي الحل لـجاد!‏ذُهل جاد ‏وسأله : ‏ما هذا الكتاب ؟ فقال له التونسي : ‏هذا هو القرآن الكريم ، كتاب المسلمين !‏فرد جاد ‏وكيف أصبح مسلماً ؟ فقال التونسي : ‏أن تنطق الشهادة وتتبع الشريعة فقال ‏جاد : ‏أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
المسلم جاد الله .. أسلم جاد واختار له اسماً هو '‏جاد الله القرآني' ‏وقد اختاره تعظيماً لهذا الكتاب المبهر وقرر أن يسخر ما بقي له في هذه الحياة في خدمة هذا الكتاب الكريم ..... ‏تعلم ‏جاد الله ‏القرآن وفهمه وبدأ يدعو إلى الله في أوروبا حتى أسلم على يده خلق كثير وصلوا لستة آلاف يهودي ونصراني .. ‏في يوم ما وبينما هو يقلب في أوراقه القديمة فتح القرآن الذي أهداه له العم إبراهيم وإذا هو يجد بداخله في البداية خريطة العالم وعلى قارة أفريقيا توقيع العم إبراهيم وفي الأسفل قد كُتبت الآية : '‏أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة' ! ‏فتنبه ‏جادالله ‏وأيقن بأن هذه وصية من العم إبراهيم له وقرر تنفيذها ...‏ترك أوروبا وذهب يدعوا لله في كينيا وجنوب السودان وأوغندا والدول المجاورة لها ، وأسلم على يده من قبائل الزولو وحدها أكثر من ستة ملايين إنسان .. !
وفاته ..
( ‏جاد الله القرآني ‏، هذا المسلم الحق، الداعية الملهم، قضى في الإسلام 30 ‏سنة سخرها جميعها في الدعوة لله في مجاهل أفريقيا وأسلم على يده الملايين من البشر ..... ‏توفي ‏جاد الله القرآني ‏في عام 2003‏م بسبب الأمراض التي أصابته في أفريقيا في سبيل الدعوة لله .. ‏كان وقتها يبلغ من العمر أربعة وخمسين عاماً قضاها في رحاب الدعوة .. الحكاية لم تنته بعد . . !
أمه ، اليهودية المتعصبة والمعلمة الجامعية والتربوية ، أسلمت في العام الماضي فقط ، أسلمت عام 2005‏م بعد سنتين من وفاة إبنها الداعية ..‏أسلمت وعمرها سبعون عاماً ، وتقول أنها أمضت الثلاثين سنة التي كان فيها إبنها مسلماً تحارب من أجل إعادته للديانة اليهودية ، وأنها بخبرتها وتعليمها وقدرتها على الإقناع لم تستطع أن تقنع ابنها بالعودة بينما استطاع العم إبراهيم، ذلك المسلم الغير متعلم كبير السن أن يعلق قلب ابنها بالإسلام ! ‏وإن هذا لهو الدين الصحيح .... . ‏أسأل الله أن يحفظها ويثبتها على الخير . .

ولكن، لماذا أسلم ؟
قول جاد الله القرآني ، أن العم إبراهيم ولمدة سبعة عشر عاماً لم يقل '‏يا كافر' ‏أو '‏يا يهودي' ‏، ولم يقل له حتى '‏أسلِم' ... !‏تخيل خلال سبعة عشر عاما لم يحدثه عن الدين أبداً ولا عن الإسلام ولا عن اليهودية ! ‏شيخ كبير غير متعلم عرف كيف يجعل قلب هذا الطفل يتعلق بالقرآن ! سأله الشيخ عندما التقاه في أحد اللقاءات عن شعوره وقد أسلم على يده ملايين البشر فرد بأنه لا يشعر بفضل أو فخر لأنه بحسب قوله رحمه الله يرد جزءاً من جميل العم إبراهيم ! يقول الدكتور صفوت حجازي بأنه وخلال مؤتمر في لندن يبحث في موضوع دارفور وكيفية دعم المسلمين المحتاجين هناك من خطر التنصير والحرب، قابل أحد شيوخ قبيلة الزولو والذي يسكن في منطقة دارفور وخلال الحديث سأله الدكتور حجازي: ‏هل تعرف الدكتور جادالله القرآني ؟ .... ‏وعندها وقف شيخ القبيلة وسأل الدكتور حجازي : ‏وهل تعرفه أنت ؟ .... ‏فأجاب الدكتور حجازي: ‏نعم وقابلته في سويسرا عندما كان يتعالج هناك . . .... ‏فهم شيخ القبيلة على يد الدكتور حجازي يقبلها بحرارة، فقال له الدكتور حجازي: ‏ماذا تفعل ؟ لم أعمل شيئاً يستحق هذا ! .... ‏فرد شيخ القبيلة: ‏أنا لا أقبل يدك، بل أقبل يداً صافحت الدكتور جاد الله القرآني ! .... ‏فسأله الدكتور حجازي: ‏هل أسلمت على يد الدكتور جاد الله ؟ .... ‏فرد شيخ القبيلة: ‏لا ، بل أسلمت على يد رجل أسلم على يد الدكتور جاد الله القرآني رحمه الله !! سبحان الله، كم يا ترى سيسلم على يد من أسلموا على يد جاد الله القرآني ؟!‏والأجر له ومن تسبب بعد الله في إسلامه، العم إبراهيم المتوفى منذ أكثر من 30 ‏سنة رحم الله العم إبراهيم و جاد الله القرآني طبعاً السينما الفرنسيه .. اخرجوا فلم عن العم ابراهيم و جاد لله القرأني .. فيلم جميل جداً .. وحائز على جوائز كثيره .. وبدون اي حذف او اضافه ف ي القصه ..

الاثنين، 16 مارس 2009

كيف تتخذ قرارا ؟؟

هل انت من الذين يترددون عند اتخاذ قراراتهم؟؟ هل واجهت يوما مشكلة ذات حلول مختلفة وكنت خائفا من اتخاذ القرار فيها؟؟ ان هذا امر طبيعي ولكن ماذا لو اتبعت الخطوات الاتية؟؟ ترى هل ستكون مترددا بعد ذلك؟؟ تعال نقرأ معا *******قم بتحليل الموقف ما هي الظروف المحيطة بالموضوع الذي تريد اتخاذ قرار بشأنه؟ ما هي الظروف المواتية؟ وما هي الظروف المعاكسة؟ وما هي الظروف التي لم تتضح بعد؟ ما هي بالضبط الأسباب التي خلقت الحاجة إلى اتخاذ القرار؟ *******حدد هدف القرار لماذا ستتخذ هذا القرار؟ ماذا تأمل أن تكسب؟ أكمل الجملة التالية: كيف....؟.. على غرار: كيف يمكن تقليل حجم سرقات الموظفين؟.. أو كيف أختار أفضل عرض عمل؟*******حدد مقدار النتائج المتوقعة تخيل أن القرار قد اتخذ. فما هي الشروط الجديدة الموجودة الآن؟ هل هذا هو ما تحتاجه فعلاً؟ لا يمكنك أن نوعية القرار المتخذ دون أن تكون قد أعطيت الهدف قيمة يمكن قياسها.. كيف يمكننا أن نخفض نسبة السرقة في شركتنا إلى 50% مما هو عليه في الشركات الأخرى*******ادرس المعلومات المتاحة لديك إن نوعية أي قرار مرتبط مباشرة بنوعية المعلومات المتوفرة عند اتخاذ القرار. عليك بتجميع قدر ما تستطيع من المعلومات من الموظفين ومن المنافسين والخبراء ومن الملفات والنشرات*******اعرف الموارد الأخرى المتاحة لديكإذا كان قرارك يتطلب الأموال والمواهب والوقت والمعدات والمواد، فعليك أن تعرف كم منها متوفر لديك؟ وهل بإمكانك أن تحصل على المزيد إذا احتجت لذلك؟ من أين ستحصل عليها؟ ومتى؟ *******حدد متطلبات القرار ما هي الشروط التي يجب توفرها لاتخاذ القرار؟ مثلاً إذا كنت تفكر بقول وظيفة جديدة هل حد أدنى للراتب الذي تقبل به؟ هل هنالك أماكن لا يمكن أن تقبل العمل بها*******حدد المزايا المطلوبة إن متطلبات القرار هي: ما يجب توفره.. والمزايا المرغوب فيها هي: ما تريد تحقيقه.. ما هي الشروط التي من المهم توفرها لكي تكسب وفي ذات الوقت ليست ضرورية تماماً؟ مثلاً قد ترغب في وظيفة مشرف ولكنك تريدها دون المسؤولية المرافقة لها ولكنك لن ترفض عرضاً يعتبر كالحلم بالنسبة لك إذا كان يلزمك بالإشراف على الآخرين*******ضع أولوياتك للمزايا المطلوبة ليست كل المزايا بنفس الأهمية.. لذلك بين أهميتها النسبية بإعطائها وزنا معيناً من المجموع الكلي للمزايا*******ضع بدائل معقولة ما هي الخيارات الممكنة المتاحة أمامك، ضع أكبر عدد ممكن من البدائل. عند ما تبحث عن مكان جديد للمكتب فإنك ستجهد نفسك بالتفكير بالبدائل المتوفرة .وكذلك عندما تريد أن توظف مساعداً جديداً فإنك ترغب بأن يقوم عدد كبير من المؤهلين بتقديم طلباتهم لهذه الوظيفة . لكنك سوف تفرز الطلبات وتقلص عددها إلى رقم معقول*******قم بفحص البدائل قم بفحص كافة البدائل بما يتناسب مع قائمة متطلباتك.. وعندما لا يلبي البديل.. ولو واحداً من هذه المتطلبات.. برفضه إلا إذا كان بالإمكان تعديل المتطلبات*******قم بتقييم البدائل قارن المزايا المطلوبة والمتوفرة في البدائل المعروضة، وأعط كل واحدة من هذه المزايا درجة نسبية*******قارن بين البدائل اجمع عدد نقاط المزايا المتوفرة في كل واحد من البدائل وقارنها بشكل موضوعي بناء على متطلبات القرار الذي سوف تقوم باتخاذه . إن البديل الذي يحصل على أكبر عدد من النقاط سيكون هو اختيارك المبدئي*******قم باختيار هذا الخيار المبدئي لتعرف النتائج المترتبة عليه تطلع إلى المستقبل وأجب على السؤال التالي: إذا قمنا بتطبيق هذا الخيار المبدئي فما هي الأشياء المرجح حدوثها؟.. تخيل نفسك تتعايش مع هذا القرار بعد أسبع، الشهر القادم، العام القادم، أو إلى أبعد من ذلك، وما هي الانطباعات الطيبة التي تحس بها إزاءه؟ وبالعكس هل يعجبك ما تره بشكل عام؟*******اتخذ قرارك النهائي إذا كانت نتائج الخيار المبدئي جيدة كما جاءت في الخطوة السابقة فقم بتطبيقه . وإذا لم يكن ذلك الخيار هو ما تريده انتقل إلى الخيار التالي في عدد النقاط التي سجلتها، وإذا لم تجد خياراً مناسباً بين الخيارات التي سجلت نقاطاً علية فارجع ثانية إلى الخطوة رقم واحد وابدأ من جديد

الأزمة المالية العالمية

أتذكر عندما كان والدى رحمه الله فى مصر يتعارك معنا لأننا تركنا نور الحمام أو المطبخ بدون أن نغلقه، وكان يتخانق معنا بشدة لترك صنبور المياه على الفاضى وعلى المليان، وكان من رابع المستحيلات أن نلقى طعاما فائضا، لأنه لم يكن هناك فائضا من ناحية، ومن ناحية أخرى كنا نرسل الطعام الفائض (إن وجد) إلى فقراء الحى، والذين لم يكونوا أكثر منا فقرا بكثير، ولكننا كنا سعداء إن وجدنا من هم أفقر منا فى الحى، أما إذا لم يرض بفائض الطعام الفقراء فمصير الفائض إلى عشة الفراخ فى السطوحوفى هذا الوقت إذا أردت أن تبحث فى صفحية الزبالة لدينا فلن تجد الكثير، وكان الزبال يأتى إلينا مرة فى الأسبوع، وقلما كان يجد تلك الصفيحة ملآنه، ولما بدأت فى محاولة تطبيق ما تعلمته من والدى فى الإقتصاد فى إستهلاك الكهرباء والمياه مع بناتى وزوجتى فى أمريكا، وجدت حربا نفسية شعواء بقيادة زوجتى وكان أقل إتهام فى تلك الحرب هو إتهامى بالبخل الشديد، ولما كنت أحاول أفهامهن بأن التبذير علاوة على أنه ضار بالجيب إلا أنه أيضا ضار بالبيئة لم أجد آذانا صاغية، وكانت صفيحة الزبالة الأمريكية لدينا تمتلأ يوميا، ونقوم بتفريغها فى صفيحة قمامة ضخمة فى جراج السيارة حتى تأتى شركة القمامة لجمعها، وكنا نلقى أسبوعيا من بواقى الطعام مايكفى لإطعام أسرتين فى أفريقيا، وكنت أحس بتأنيب الضمير كل مرة ألقى ببواقى الطعام ولم يكن حولنا أى فقراء لأننا نسكن فى حى الطبقة الوسطى حيث يتوهمون أنهم يعيشون عصر الوفرة الأمريكيةوكنت أدخل غرفة إبنتى الكبرى فأكاد أعد أكثر من عشرين زوجا من الأحذية، وهى مازالت طالبة فى الجامعة، وأقول لها يابنتى أنا شخصيا عندى ثلاث أحذية فقط: واحدة بنى وواحدة سوداء وجزمة كاوتش لزوم الرياضة، وكان ردها دائما أن الرجال لا يفهمون فى فن الموضة والأزياء، وكنت فى كل مرة أشعر بالهزيمة وكنت أدفع الفواتير زى الباشا، وبدأت بالتدريج إلى الإندراج نحو الشراء والموضة،وكان الفضل فى هذا إلى نظام التقسيط والسلف الأمريكى*******تعرفت لأول مرة إلى نظام التقسيط فى شراء الأشياء فى أمريكا منذ حوالى عشرين سنة عندما ذهبت إلى شراء سيارة بالتقسيط، وفوجئت البائع يسألنى عن تاريخى فى الإستدانة، فقلت له بفخر مصرى شديد: أنا عمرى ما إستلفت فلوس فى حياتى.. ونظر إلى نظرة غريبة وكأنه يقول لى: ومبسوط قوى ياخويا، وسألنى عن السبب العجيب الذى من أجله لم أقترض فى حياتى وأننى إنسان خال من الديون فقلت له أننى أشترى كل ما أحتاجه نقدا وعدا عملا بنصيحة أمى رحمها الله: إللى ما عندوش ما يلزموش.. فسألنى بأدب مصطنع لبائع سيارات أمريكى ماذا تقصد بتلك المقولة، فقلت له: معناها أنك إذا لم تملك المال لشراء الأشياء التى تعتقد أنك فى إحتياج لها فإن هذه الأشياء لا تلزمك، فرفع حاجبا وخفض حاجبا آخر وقال لى:" فلسفة غريبة ومن شأنها هدم الإقتصاد الأمريكى القائم على السلف، فقلت له: هات من الآخر.. حأقدر أشترى السيارة ولا لأ؟ فقال: إنت حالتك صعبة لأنك عمرك ما إستلفت حاجة، ومادام لم يكن أى سابقة إقتراض فاأنت بالنسبة لنا زبون مجهولفقلت له: ولكن عندنا فى مصر بنقول يابخت من بات داين ولا بات مديون، فقال:"الكلام ده عندكم فى مصر.. إحنا هنا فى أمريكا كلنا بنبات مديونيين ومبسوطين، أنا رأى تروح تبدأ بشراء أشياء بسيطة بالأجل مثل شراء بنزين عن طريق كارت بنزين وبعدين تطلع فيزا كارت وشوية شوية يبقى عندك سوابق فى السلف وساعتها تيجى وإنت صاحب سوابق فى السلف واحنا نقدر نسلفك سيارة على طول*******وهكذا بدأت رحلة الحلم الأمريكى ذات الألف ميل والتى تبدأ بخطوة صغيرة وهى إستصدار كارت فيزا لشراء أشياء بسيطة بالسلف، ثم إشتريت السيارة بالسلف وسيارة أخرى بسلف آخر، ثم إشتريت منزلا جميلا بالسلف، وبنيت حمام سباحة خلف المنزل بالسلف ونستخدمه مرة فى السنة ولكنه لزوم المنظرة، وكنت أسافر لأوروبا فى الأجازات بالسلف واشترى تذاكر للذهاب إلى مصر بالسلف، ثم تطورت الأمور وصرت أذهب للأكل فى المطاعم الفاخرة بالسلف، ثم إشتريت اللبن والخبز بالسلف، ونسيت تماما نصائح أمى أن:"على قد لحافك مد رجليك" وبدلا من هذا إشتريت بالسلف ليس لحافا واحدا بل ألحفة كثيرة تكفى لكل أرجل أفراد الأسرة، وكنت كلما على وشك الوصول إلى الحد الأعلى للفيزا كارت تسارع الشركة برفع سقف الحد الأعلى لأننى أصبحت "زبونا" لقطة فى فن السلف، ثم دخل عالم الإنترنت وأصبحت أشترى اشياء كثيرة بالسلف حتى بدون أن أغادر بيتى، ثم تعرفت على المكاسب الهائلة والتى جناها البعض فى البورصة، فبدأت أستلف للمضاربة فى البورصة وصرت أشترى أسهما لا أدرى ماهى وما الذى تنتجه، ولم أبال حتى إن كانت شركات حقيقية أم وهمية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ولكن بدأت فى السلف لشراء عقارات للمضاربة فيها*******كنت أقلد مثل الببغاء ما يفعله الآخرون حولى سواء جيراننا فى السكن أو زملاء العمل، فإذا إشترى جارى سيارة جديدة فلا بد أن أشترى أنا سيارة جديدة، ودخلنا فى سباق جهنمى فى السلف والشراء وكأننا نعيش ليوم واحد، وعملت بالنصيحة الأخرى القائلة: إصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب، وفى الواقع أننى كنت بالفعل أصرف ما فى الجيب، ليس ما فى جيبى أنا ولكن ما فى جيوب الآخرين، وكنت دائما أسدد الحد الأدنى من الفاتورة المطلوبة للفيزا كارت، وكنت سعيدا بالصرف اللامحدود، والبنك سعيد لأننى أدفع الفوائد البنكية المرتفعة بإنتظام، وأصحاب المحلات والمطاعم وصانعى السيارات سعداء لأننى أستلف وأشترى، والكل كان سعيدا بالحلم الأمريكى، وكنت أقول لنفسى: الأمريكان دول هبل بشكل، بآخد منهم أى حاجة نفسى فيها مقابل كارت بلاستيك ، وإنتقلت عدوى الحلم الأمريكى إلى كل أنحاء العالم وظل الجميع يصرف ما فى الجيب وكان يأتيهم دائما فلوسا مافى الغيب، وفجأة وبدون سابق إنذار جفت ينابيع فلوس (الغيب) وتحول الحلم الأمريكى إلى كابوس، ووجدتنى بسوء تصرفاتى وبمخالفة نصائح أمى متسببا فى أكبر أزمة عالمية ربما فى التاريخ الإنسانى******* الكثيرون وأنا واحد منهم نرى أن الأزمة المالية أعمق بكثير ولن ينفع معها أوباما ولا خطته الخرافية، وسوف تأخذ تلك الأزمة عدة سنوات قبل أن تفرج، والحل هو أن نكف جميعا عن سياسة التبذير المالى والتى وصلت إلى حد السفه، وأن يعمل العالم كله بنصيحة أمى رحمها الله: على قد لحافك مد

السبت، 14 مارس 2009

صن حيائى

ذلك المسعور ماض في إ قتفا ئي صُن حيائي
يا أخي أرجوك॥ لا تقطع رجائي صُن حيائي
أنا يا سيدتي؟! لكنني لص وسفاك دماء!!
فلتكن مهما تكن ليس مهما.... إن شرطياً ورائي

- احمد مطر -