الخميس، 21 مايو 2015

مدرسة العشق

فى حصة فقهٍ
حين يقولُ الشيخُ توضأ
أتوضأ من شلالِ عيونِك نور
و يقول تحية بيت الله طَواف
فأظل مُعلَّق بصرى نحوك
ثم أدور
و مدرس تاريخ البشرية يشرح
كيف أزاحَت أممٌ أمماً
و حضاراتٌ أكلت أخرى
ببساطةٍ أعرف أنك إجتحتينى
و هزمتِ جيوش نساءٍ قبلك
ثم بنيتِ صروحاً أبداً لا تفنى
أصبحتِ وجودى بالأحرى
و مدرِّسة الجغرافيا
حين تشير بيدها نحو خطوط الطولِ
خطوط العرض تعلل حر الطقس
أراكِ مجرَّة عمرى
أنتِ الأرضُ و أنتِ القمرُ و أنتِ الشمس
و هواكِ يسبب مطر الحب
فتجرى فى أنهار العشقِ بهَمس
هجرُك مثل البركان يقيناً
و شروقك بعد غروبك يصنع عمرى
يصنع يومى بعد الأمس
و أساتذة علوم الدنيا يفترضون
بأن لكلِ الكون قانون
 ذاك لحركة جسمٍ ساكِن
أو لقياس شعاع عيون
و أنا فى فلكك أسبح دوماً
مثل نواةٍ و بروتون
و بقدر الفعل يزيدُ يقيناً رد الفعل
و تتفاعل كيمياء الجسم
و بعضى ببعضك يأتلفون
أتُراكِ ممغنطةٌ أنتِ
يجذبنى إليك مجالٌ أقوى من إدراكى
فيذَكِّرُنى بكافِ و نون
بعد الفُسحةِ دق الجرس سريعاً عُدنا
جاء مدرسُ لغةِ الضاد
و شرح كثيراً حالاً آخر
عرج يسيراً نحو النحوِ مع الأضداد
ببلاغة قولٍ بدأ يردد بعض الشعر
و دون فواصلِ صمتٍ للقصةِ عاد
مالى أتلَمَّسُ ريحُك فى معنى النصِ
و تراقبُ معظم لفتاتى عيونُ الأوغاد
جسدى منصوبٌ ينتظرك
مرفوعٌ بصرى للباب
و أتوه ببحرٍ من شعرٍ أجهلُ تمييز الأعداد

مبنيٌ مستقبلُ حبى